فصل: الشاهد الحادي والثلاثون بعد الثلاثمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.وفاة الأتابك شمس الدين أيلديكز وولاية ابنه محمد البهلوان.

ثم توفي الاتابك شمس الدين أيلدكز أتابك أرسلان شاه بن طغرل صاحب همذان وأصبهان والري وأذربيجان وكان أصله مملوك الكمال الشهير ابن وزير السلطان محمود ولما قتل الكمال صار السلطان وترقى في كتب الولاية فلما ولي السلطان مسعود ولاه أرانية فاستولى عليها وبقيت طاعته للملوك على البعد واستولى على أكثر أذربيجان ثم ملك همذان وأصبهان والري وخطب لربيبه أرسلان بن طغرل وبقي أتابك وبلغ عسكره خمسين ألفا واتسع ملكه من تفليس إلى مكران وكان متحكما على أرسلان وليس له من الدولة إلا جراية تصل إليه ولما هلك أيلدكز قام بالأمر بعده ابنه محمد البهلوان وهو أخو السلطان أرسلان لامه فسار أول ملكه لإصلاح أذربيجان وخالفه ابن سنكي وهو ابن أخي شملة صاحب خوزستان إلى بلد نهاوند فحاصرها ثم تأخر ابن سنكي من تستر وصحبهم من ناحية أذربيجان يوهمهم أنه مدد البهلوان ففتحوا له البلد ودخل فطلب القاضي والأعيان ونصبهم وتوجه نحو ما سندان قاصدا العراق ورجع إلى خوزستان ثم سار شملة سنة سبعين وقصد بعض التركمان فاستنجدوا البهلوان بن أيلدكز فأنجدهم وقاتلوه فهزموه وأسر شملة جريحا وولده وابن أخيه وتوفي بعد يومين وهو من التركمان الأتسزية وملك ابنه من بعده وسار البهلوان سنة سبعين إلى مدينة تبريز وكان صاحبها اقسنقر الأحمديلي قد هلك وعهد بالملك بعده لإبنه ملك الدين فسار إلى بلاده وحاصر مراغة وبعث أخاه فنزل وعاد عن مراغة إلى همذان والله سبحانه وتعالى أعلم.

.وفاة السلطان أرسلان بن طغرل.

ثم توفي السلطان أرسلان بن طغرل مكفول البهلوان بن أيلدكز واخوه لامه بهمذان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وخطب بعده لابنه طغرل.

.وفاة البهلوان محمد بن أبلدكز وملك أخيه قزل.

ثم توفي البهلوان محمد بن أيلدكز أول سنة اثنتين وخمسمائة وكانت البلاد والرعايا في غاية الطمأنينة فوقع عقب موته بأصبهان بين الحنفية والشافعية وبالري بين أهل السنة والشيعة فتن وحروب آلت إلى الخراب وملك البلاد بعد البهلوان أخوه فنزل أرسلان وإسمه عثمان وكان البهلوان كافلا للسلطان طغرل وحاكما عليه ولما هلك قزل لم يرض طغرل بتحكمه عليه وفارق همذان ولحق به جماعة من الأمراء والجند وجرت بينه وبين قزل حروب ثم غلبه طغرل إلى الخليفة فأمره بعمارة دار السلطان فطرد رسوله وهدمت دار السلطنة وألحقت بالأرض وبعث الخليفة الناصر لدين الله سنة أربع وثمانين عسكرا مع وزيره جلال الدين عبيد الله بن يونس لانجاده قزل على طغرل قبل همذان وهزمهم ونهب جميع ما معهم وأسر الوزير ابن يونس.

.قتل قزل أرسلان قتلغ وولاية أخيه.

قد تقدم لنا ما كان بين السلطان طغرل وبين قزل بن أيلدكز من الحروب ثم إن قزل غلبه واعتقله في بعض القلاع ودانت له البلاد وأطاعه ابن دكلا صاحب فارس وخوزستان وعادا إلى أصبهان والفتن بها متصلة فأخذ جماعة من أعيان الشافعية وصلبهم وعاد إلى همذان وخطب لنفسه بالسلطنة سنة سبعة وثمانين ثم قتل غلبة على فراشه ولم يعرف قاتله وأخذ جماعة من غلمانه بالظنة وكان كريما يحب العدل ويؤثره ولما هلك ولى من بعده قتلغ ابن أخيه البهلوان واستولى على الممالك التي كانت بيده.

.قتل السلطان طغرل وملك خوازم شاه الري ووفاة أخيه سلطان شاه.

ولما توفي قزل وولي قتلغ بن أخيه البهلوان كما قلناه أخرج السلطان طغرل من محبسه بالقلعة التي كان بها واجتمع إليه العساكر وسار إلى همذان فلقيه قتلغ بن البهلوان فانهزم بين يديه ولحق بالري وبعث إلى خوارزم شاه علاء الدين تتش ليستنجده فسار إليه سنة ثمان وثمانين وندم قتلغ على استدعائه فتحصن ببعض قلاعه وملك خوارزم شاه الري وملك قلعة طبرك وصالح السلطان طغرل وولى على الري وعاد إلى خوارزم سنة تسعين فأحدث أحدوثة السلطان شاه نذكره في أخبارهم وسار السلطان طغرل إلى الري فأغار عليها وفر منه قتلغ بن البهلوان وبعث إلى خوارزم شاه يستنجده ووافق ذلك وصول منشور من الخليفة إليه بإقطاعه البلاد فسار من نيسابور إلى الري وأطاعه قتلغ وسار معه إلى همذان وخرج طغرل للقائهم قبل أن يجمع العساكر ولقيهم قريبا من الري في ربيع الأول فحمل عليهم وتورط بينهم فصرع عن فرسه وقتل وملك خوارزم شاه همذان وتلك البلاد جميعا وانقرضت مملكة بني ملك شاه وولى خوارزم شاه على همذان وملك الأعمال فبلغ انبانج بن البهلوان وأقطع كثيرا منها مماليكه وقدم عليهم مساحق منهم ثم استولى وزير الخليفة ابن العطاف على همذان وأصبهان والري من يدمو إليه وانتزعها منهم خوارزم كما ذكرناه في أخبار الخلفاء وجاءت العساكر من قبل الخليفة إلى همذان مع أبي الهيجاء الشمس من أمراء الابوبية وكان أميرا على القدس فعزلوه عنها وسار إلى بغداد فبعثه الناصر سنة ثلاث وتسعين بالعساكر إلى همذان ولقي عندها أزبك بن البهلوان مطيعا فقبض عليه وأنكر الخليفة ذلك وبعث باطلاقه وخلع عليه وعاد إلى بلاد أذربيجان.